لأنّ مصادر كتب التاريخ التي لم تكن في حوزتنا قبلاً صارت متاحةً لنا اليوم، بفضل سهولة الوصول للمصادر والمعلومات؛ فقد صارت المخطوطات والوثائق -التي كان الباحثون يسافرون للحصول عليها ويقضون أسابيع وشهوراً في المكتبات- بمتناول اليدّ، وصار لزاماً على المؤرّخ أن يُناقش ما كتبه من سبقوه، محاولاً تطوير عملية الكتابة التاريخية للوصول إلى زوايا لم يتمّ النظر من خلالها من قبل. لا يُكتب التاريخ مرّة واحدة، لأن المنهجيات والنظريات العلمية التاريخية تتجدّد وتتطور باستمرار، وعلى الباحثين الخليجيين الذين ينشرون باللغة العربية -على وجه الخصوص- مواكبة هذا التطور العلمي ومسايرته. لا يُكتب التاريخ مرّة واحدة لأن الظروف السياسية التي كتب فيها بعض المؤرخين كتبهم تغيرّت، والمحظورات التي في زمانهم تبدّلت، هذه الحرية البحثية تجعل التاريخ يُكتب أكثر من مرّة.