حلاوة القهوة في المهرجان سألت رجلاً هندي الاصل: هل تريد يعضا من القهوة العربية؟ أجابني: بالطبع، فقد سمعت عنها كثيراً لكن للأسف لم يحالفني الحظ لأتذوقها، قلت: اليوم ستتذوقها من منبعها الأصلي، فهذه قهوة عربية خالصة، كنت متلهفا لمشاهدة رد فعله، لكنه فاجأني حينما قال: أريد بعض السكر، توقفت لبرهة لأستوعب و أنا أتسائل في نفسي، سكر وقهوة عربية!! قلت له : في بلدي نحتسي القهوة مرة، و نأكل معها لوح ن الشوكولاته، أو أي نوع من السكريات ، لذلك نستغني عن وضع السكر في القهوة. عاد الرجل مرة أخرى بكوب أكبر و قال لي: عندما أضفت السكر أحببت طعمها أكثر، حينها أيقنت بأن للقهوة تاريخاً و طريقة تختلف من بلد لآخر، فهي تعكس ثقافة مجتمعها بطريقة ما. تصرف الرجل الهندي أكد أن الانسان قادر على التكيف، فهذا الشخص لم يبال بمرارة القهوة، و لم يضع الكوب جانبا، بل وضع السكر في قهوته لتناسب ذوقه، وعندما عاد بكوب أكبر أخبرني أن الحياة مغامرة نتلهف بشغف لخوض غمارها، و حين نمسك الشيء بإيدينا ربما تكتشف أنه لا يناسبنا، و هنا إما أن نرمي به عرض الحائط ، أو نتكيف معه بالطريقة التي تجعلنا نرغبه و نستزيد منه.