كونشيرتو قورينا إدواردو
Om bogen
كنا نتسلّل إلى غرفتها لنتأمّلها كيف تنام، واضعة أسنانها بجانبها على الكومودينو، مُسدلة على قدميها منشفةً للحيلولة دونهما ودون الكائنات غير المرئية التي تأتي في الليل لتأخذ أقدام النيام وتمشي بها واضعة مكانها الكوابيس والأحلام المزعجة. كنّا نحفظ شكل المنشفة كي لا نمسّها بعد مغادرة تِتي أتريا إلى سوسة. كما كنّا نربط كلامها أثناء النوم بأسنانها المنزوعةِ، ونومها ممدّدة على ظهرها، إلى أن يتأثّر كل من ينحدرون من إغريق قورينا وسوسة بالموتى الأزليين الذين يشاركونهم المدينة نصفًا بنصف. إلّا أن الموتى لا يشخرون، وتِتي أتريا يصل شخيرها إلى روما. كان أخي أيوب يحيك لنا قصصًا مخيفة عن بيت تِتي أتريا وعن البحر الذي غمر جزءًا من البلدة القديمة وسيغمر بيت جدي لا محالة بعد مضي تِتي أتريا إلى ربّها، لعله في انتظار رحيلها ليفعل، فالبحر ليس ببعيد، لكنّه لن يتمدّد ليُغرق امرأة غارقة في الوحدة.