كتاب الطرق الحكمية في السياسة الشرعية لابن قيم الجوزية من الكتب الفريده فقد بدأه بذکر نماذج من فراسة القضاة والولاة، وهي قصص يستهوي الإنسان سماعها، لغرابتها تارة، ولدقة الفهم والاستنباط فيها تارة أخرى ومنها الأسلوب الجميل الذي يتمتع به المؤلف. ومنها عرض اجتهادات وآراء لم تعول عليها معظم كتب الفقه: کالعمل بشهادة الرجل الواحد، وقبول شهادة الأرقاء، واشتراط الذكاء في شخصية القاضي وأن يكون معايشة للناس في واقعهم، ومنها تحليف المدعي مع وجود الشاهدين.. إلى غير ذلك. ومنها استجماعه لآراء الفقهاء في القضية المطروحة، فالقارئ في أكثر الأحيان يجد نفسه أمام أبواب من الفقه المقارن في الموضوعات محل البحث.