تُعتبر هذه المجموعة القصصية إحدى أهم تجارب نجيب محفوظ القصصية، حيث تشتمل على ثلاث قصص تحمل بين طيَّاتها الكثير من الحكايات والشخصيات التي خَبِرَها محفوظ وعايشها عن قُرْب. تمضي أحداث القصص الثلاثة كلٍّ في اتجاه، لكنها تتقاطع في مواضع عديدة فتُشكل نسيجًا مترابطًا يجمع بين القصص في عالمٍ مُشترك. يعود محفوظ لذكريات الحارة التي نشأ فيها، ثم إلى العباسية التي انتقل إليها وهو ما يزال فتًى دون الثانية عشرة من العمر. قصص يُفعِمها محفوظ بعبير الماضي والحنين للذكريات، تعكس خلاصة عالمه وشخصياته والأمكنة التي شكَّلت خياله، وكذلك الأحداث العامة التي انشغل بها منذ ثورة 1919، وحركة الضباط الأحرار، والنكسة، والانفتاح الاقتصادي.