عادَ أبو سعيدٍ من دكانِهِ بعدَ صلاةِ العصرِ، وجلسَ في مضيفَتِهِ، ونادَى ابنَهُ الوحيدَ، سعيدًا، وقالَ له: «الآنَ، وقــد أصبـحـــتَ رجلًا.. فقد آنَ الأوانُ لأنْ تعتمِدَ على نفسِكَ وتَـكْسبَ رزقَكَ من عرقِ جَبينكَ». كانَ سعيدٌ فتًى مدلَّلًا؛ لا يريدُ أن يَشُقَّ على نفسِهِ، فقالَ لأبيهِ: «إنني مازلتُ في السابعةَ عشرةَ من عُمْري.. فأرجُو أن تُمْهِلَني بعضَ الوقتِ لأفكرَ في مستقبلِي وأبحثَ عن عملٍ يناسبُني». قالَ الأبُ بحزمٍ: «مضَى وقتُ التفكيرِ، وحانَ وقتُ التدبيرِ؛ لذلك أريدُ منكَ أنْ تأتِيَني بِجُنَيْهٍ ذهبيٍّ كاملٍ في نهايةِ كلِّ شهرٍ.. دليلًا على كَدِّك واجتهادِك». قصة قصيرة تحكي عن أهمية العمل والكد لكسب الرزق.