الموسيقى
Beskrivelse av boken
أول كتاب نشر لجبران خليل جبران في العام 1905، وبه يصور عالم النفس وكيف تتأثر بأنغام الموسيقى وألوانها، وكيف أن الموسيقى هي لغة الإنسانيّة جمعاء التي لا تعادلها لغة في التفاهم بين بني الإنسان. هذا الكتاب أشبه ما يكون بكُتيّب صغير قد ألّفه بدايةً باللّغة العربية، وهو مليءٌ بالمحبة والعظمة والتذكير بأهمية الموسيقى لبني البشر ومنه نقتبس: «الموسيقى كالمصباح تطرد ظلمة النفس، وتنير القلب فتظهر أعماقه.. والألحان في قضائي هي خيالات المشاعر الحية».«والموسيقى ترافق أرواحنا وتجتاز معنا مراحل الحياة، تشاطرنا الأرزاء والأفراح، وتساهمنا السراء والضراء، وتقوم كالشاهد في أيام مسرتنا، وكقريب شفوق في أيام شقائنا».«ويا ابنة النفس والمحبة أيتها الموسيقى يا إناء مرارة الغرام وحلاوته يا خيالات القلب وثمرة الحزن وزهرة الفرح يا رائحة متصاعدة من طاقة زهور المشاعر المضمومة بلسان المحبين ومذيعة أسرار العاشقين، يا صائغة الدموع من العواطف المكنونة، يا موحية الشعر ومنظمة عقود الأوزان، يا موحية الأفكار مع نتف الكلام، يا مشجعة الجنود ومطهرة النفوس، يا بحر الرقة واللطف.. إلى أمواجك نسلم أنفسنا، وفي أعماقك نستودع قلوبنا.. احملينا إلى ما وراء المادة وأرينا ما تكنه عوالم الغيب». وفي موقع آخر يقول جبران «إن الموسيقى تقود أظعان المسافرين وتخفف تأثير التعب وتقصر مديد الطرقات، فالعيس لا تسير في البيداء إلا إذا سمعت صوت الحادي، والقافلة لا تقوم بثقيل الأحمال إلا إذا كانت الأجراس معلقة برقابها، ولا بدع!! فالعقلاء في أيامنا هذه يربون الضواري بالألحان ويدجنونها بالأصوات العذبة». وعلى الرغم من أن جبران خليل جبران عاش في أميركا واحد وثلاثين عامًا ولم يعش في وطنه لبنان غير سبعة عشر عامًا إلا أن اكثر مؤلفاته وكتاباته هي شرقية الروح، تتدفق حبا للشرق وتعرض صورا وألحانا عربية تنبع من قلب ووجدان عربي.