لطالما تساءل الفلاسفة حول مفهوم السعادة وطرق الوصول إليها، اختلفوا كثيرًا حول تعريفها، وتباينت آراؤهم حول كيفية الشعور بها، إلى الحدّ الذي دفع بعضهم لإنكار وجودها تماما، محتجين بأنَّ الفرد لا يحتاج إلى أن يكون سعيدًا، يكفي أن يكون راضيًا، أو يقلِّل من حدّة ألمه ومعاناته.
وبالرغم من قدم هذا السؤال، فالعلم لم يحاول الإجابة عنه إلا مؤخرًا، في العقود الأخيرة، ضمن سعيه الأكبر حول فهم طبيعة الدماغ، والسلوك الإنساني والتحكم به.
ولفهم طبيعة مشاعر الفرح، والسعادة، والرضا، ومحاولة التفريق بينهما، انطلق الكاتب من فرضية بسيطة؛ هل العمليات الحيوية التي تحدث داخل الدماغ تتأثر وتؤثر في شعورنا بالسعادة .