ذلك الذي لا يعلم ماهيته أحدٌّ؛ بعض الأساطير تصوِّره إلهاً، وبعضها الآخر تدَّعي أنه شيطان يسعى إلى قتل الآلهة كي يستردَّ حريته. وضع داريوس خطَّة بإعادة الشياطين إلى حفرها، وتسلَّح بالغضب الذي استعر داخله. يتجنبه البشر كما يتجنبون الطاعون الملعون، فلا يلقي لهم بالاً ولا يُلحق بهم أذىً. وذات مرَّة، دُهش داريوس عندما رأى عينين خضراوين كالزمرد تُحدِّقان به بلا خوف أو رهبة. لم تعلم كيوكو أن نظرة خاطفة من عينيها الآسرتين قد تغريان إلهاً لا يعرف سوى الحنق والغضب فتثيران فيه نيران الشغف. كانت كيوكو مُحاطة بحرَّاسها المحبين المخلصين في حمايتها، ولكن أيصمد الحب والإخلاص في وجه الملاك الأسود الجناحين وأولئك الشياطين الغازين الذين تسللوا إلى مدينة بخبث. تُدرك كيوكو أن داريوس أسرع منها وأنَّها لا تستطيع الفرار منه.