صدر هذا الكتاب عام 1976، وفيه يتناول الدكتور مصطفى محمود فكرة فلسفية مفادها أن الأسباب تعود في أصلها إلى الله؛ هو الذي يملكها وهو الذي يهبها لخلائقه ويُسخِّرها، ما يعني أن الله هو الذي وضع قانون السببية، فجعل الأسباب لا تضر بذاتها ولا تنفع، بل هي انعكاس لمشيئة الله تضر بإذنه وتنفع بإذنه. كما أن مشيئة الله تستند إلى استعداد العبد وخلوص نيَّته، ما يرشحه لعطاء الله أو حرمانه، فعطاء الله مشروط، كما أن حرمانه مُسبَّب، وليس في الأمر جبر ولا تعسُّف.