قصيدة سياسية من قصائد الشاعر العراقي بدر شاكر السيّاب كتبها عام 1954، يتحدّث فيها عن امرأة، قد تكون امرأة حقيقة يقصدها، أو أنّه يُشبّه العراق بالمرأة الفاتنة، فيصف عينيها بالنخيل في الظلام، و بالشّرفة عد انسحاب القمر بعيداً عنها، فتغرق في ظلام الليل، فالشجر يكتسب اللون الأخضر، وتتراقص الأضواء في صفحة الماء لتشبه الأقمار، وكأن النجوم تتلألأ في مِحجر العين، إلا أن هاتان العينان تغرقان في حزن يتشابه وحزن البحر في فترة المساء. فتضمّ الصورة تناقضات دفء الشتاء، وذبول الخريف، إضافة إلى الموت، والميلاد، والعتمة، والضياء، كل هذه الصور تسبّب حاجة ضرورية في نفس الشاعر بالبكاء، وشعوراً آخر بالنّشوة التي ترتقي بروحه إلى عنان السماء، كنشوة طفل شدّه جمال القمر وأخافه من الغموض الذي يحتويه. مقطع من القصيدة : عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ. أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر . عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ. وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ. يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر. كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ.. وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ. كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ، دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ، والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛ فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء. ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء. كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر!.