تُعتبر هذه المجموعة القصصية إحدى أشهر أعمال نجيب محفوظ القصصية، وقد قام بتأليفها خلال فترة الستينيات، فجاءت مُحمَّلةً بهموم المرحلة وحالة اليأس التي تفشَّت في المجتمع المصري آنذاك. وعبر تسعة عشر قصة قصيرة يُفتِّش محفوظ عمّا وراء القشرة الظاهرية للأحداث، ويكشف عن حالة الإحباط التي اجتاحت غالبية المصريين بسبب الهزيمة، ما يتجلَّى بعمق في قصة «خمارة القط الأسود» التي اُختِير عنوانها للمجموعة ككل، من خلال جماعة من السَّكارى الذين يهربون من فظاعة الواقع لائذين بعالم الخمارة، مُختبئين خلف اللامبالاة بالواقع، ومُغرِقين أنفسهم في سعادة مؤقتة سرعان ما تزول وتختفي حين يدهمهم الواقع بالبطش والخوف.