تُعتبر هذه المجموعة القصصية إحدى أهم نتاجات نجيب محفوظ القصصية، وكعادة الكثير من أعماله تتسم بالطابع الفلسفي والرؤية الوجودية العميقة والشمولية. كُتبت المجموعة خلال عقد الثمانينيات التي شهِدَت تعددًا وتنوعًا واسعًا من حيث التيارات الفكرية والدينية والسياسية التي كانت تشكل المشهد، فضلًا عن التحوّل الاقتصادي وآثاره التي أثَّرت في طبيعة المجتمع المصري. ففي قصة «التنظيم السري» على سبيل المثال، نتعرف على رجلٍ يقرر الانضمام إلى أحد التنظيمات السرية، سعيًا وراء تحقيق العدالة والحرية للمجتمع، فنعايش معه المراحل الثلاث التي يُدفَع إلى المرور بها ونتعرَّف على النمط الخاص بها في العمل التنظيمي؛ لذا فهي إحدى القصص التي تحتمل العديد من التأويلات وفقًا لما تحويه من رموز وإشارات.