مونوبولي
Description of the book
منذ ذلك اليوم وصاعداً، ولسببٍ سيظل مجهولاً بالنسبة إليه، لن تتوانى الأم عن صفعه كلما أغضبها، وكذلك سيفعل زملاؤه في المدرسة ثم في العمل، ومن يلتقيهم من غرباء في الأسواق والمقاهي والطرقات. وكأن البصقة تلك قد جرّت عليه اللعنات، كما يجلب النفخ على الشموع الحظَّ السعيد. ستتوالى الصفعات على خديه إذن، وسيظل يستقبلها برحابة صدر، دون أدنى شعور بالإهانة أو الغضب أو حتى الإشفاق على نفسه، بل إنه سيسعد كثيراً حين يكتشف أن اطراد هذا الأمر قد أكسبه موهبةً فريدة، وهي التنبؤ بوشوك تلقي صفعةٍ جديدة. غير أن الأمر بطبيعة الحال لن يتوقف عند حد الصفع، فكثير من الناس الذين سيقابلهم في حياته ستكون لديهم شهوة الضـرب متأججة حد الشبق، الأمر الذي سيجعل السيد سعيد عرضةً على الدوام إلى شتى أنواع الضـرب المبرح من لكمٍ على الوجه وركل البطن والمؤخرة وكل أعضاء جسده. وهنا فقط، سوف يبكي بحرقةٍ، لكن بكاء التألم وحسب.