في هذه المجموعة القصصية التي تتشكل من اثنين وعشرين قصة نابضة بالحياة، يعود بنا نجيب محفوظ إلى عالم الحارة الذي شيَّده وأبدع في وصفه حتى تحوَّل لعالم سردي شديد الخصوصية، حيث الفتوات رمز للقوة والسلطة الباطشة، والشيخ الحارة رمز الإدارة التنفيذية الموالية، وأبناء الحارة الذين يتسلَّط عليهم هؤلاء. ومن خلال هذا العالم يرسم محفوظ التحولات التي يشهدها المجتمع والعقبات الآنية التي تُواجهه. مثلما نرى في قصة «صدى النسيان»، حيث يثوب الفتوة «عنبر» إلى الله حين يصبح هو وأفراد عصابته من رجال المسجد، غير أنهم سرعان ما يعودون لممارسة الفتونة في ثوبٍ جديد يرفع راية الدين وهتاف «الله أكبر».